غزة يا اول الحجارة

بلديات قطاع غزه المحاصر تصرخ وتستغيث.. ولا من مجيب..!!
منذ ما يربو عن أربعه أعوام وأزمه توفر الموازنات التشغيليه تعصف ببلديات قطاع غزه وتهدد - فيما لو استمر الحال على ما هو عليه- الآن بتحويل قطاع غزه ومدنها وقراها ومخيماتها الى مجمع كبير للنفايات وأحد أخطر المناطق المنكوبه بيئيا في العالم..،هذا ما أكده منذ فتره ليست بالوجيزه العديد من الخبراء المحليين وكذلك الدوليين من الذين قدموا الى قطاع غزه وتفحصوا أوضاعها الاجتماعيه والبيئيه.

فلقد أدى الحصار المفروض على القطاع وانحسار الحركه الاقتصاديه فيه وانقطاع دفع المرتبات لأكثر من سبعين ألف موظف فيه الى تآكل القدره الشرائيه لدى المواطن الفلسطيني وبالتالي الى تراجع كبير في ايرادات البلديات من الرسوم والضرائب وأثمان المياه والخدمات، فالبلديات التي هي هيئات لا مركزيه ذات ذمم ماليه مستقله وتعتمد في موازناتها أولا وأخيرا على ما يدفعه المواطن اليها مقابل الخدمات التي تقدمها..لم تعد قادره على الوفاء بالتزاماتها الدنيا تجاه مواطنيها وهو الأمر الذي فاقم من مشاكلها حتى وصل الأمر الى عدم تمكن احدى أعرق وأكبر بلديات الضفه والقطاع وهي بلديه غزه من توفير ثمن المحرقات لتشغيل عشرات سيارات إزاله النفايات التابعه للبلديه..فضلا عن عجزها في توفير الرواتب لأكثر من ألف وثمانمائه موظف فيها لم يتسلموها منذ ثمانيه أشهر..ناهيك عن أزمه بلديه جباليا التي لم يقبض موظفيها رواتبهم منذ أحد عشر شهرا..!!

يقف العالم اليوم كله صامتا متفرجا على غزه المحاصرة.. المحرومة والمكلومه مكتفيا بالسماح لبضعه شاحنات تحمل الطحين ومواد الاغاثه (المخجله) بالمرور حسب مشيئه السيد الاسرائيلي الذي شاءت له اتفاقيه أوسلو المخزيه أن يتحكم في (حنفيه) الأكل والشرب لهذا القطاع المكتظ بمليوني قطعه لحم بشري أصبحوا اليوم عاله على العالم يتكففون الناس قوت يومهم ومايسد رمق بقائهم فوق أرض رباط تركها كثير من المسلمون نهبا ليهود الدونمه الجدد..دون أن يحرك ساكنهم أنينها وصرخات استغاثتها.

بعد أيام قليله ستدخل غزه في طور جديد من أطوار (الحضاره) الصهيوأمريكيه المعاصره، حينما يتمكن الاسرائيلي هو وحلفاؤه من أن يسيطر على هوائها ويحوله الى ساحه معركه جديده (معركه نفايات) يسجلون فيها انتصارا جديدا على قطع اللحم البشريه..

لقد بدأ اضراب العاملين في أقسام النظافه وإزاله النفايات في بلديات غزه وجباليا وغيرها.. وخلال أيام قلائل ستحمل رياح فلسطين المسممه بشائرها الجديده وذلك حينما تتمكن تل آبيب و رام الله معها من مشاركه أهل عزه في تنفس الهواء الملوث بفعل آلاف الأطنان من النفايات التي ستملأ شوارع ومدن ومخيمات غزه وقطاعها في مشهد دراماتيكي جديد يستطيع من خلاله الرئيس محمود عباس أن يضغط أكثر على اسماعيل هنيه وقد ينجح في التأثير على حركه موكبه من والى منزله الذي ستتراكم أمامه وعلى جنباته عشرات أكوام النفايات..، بهذا ستسجل رام الله الواعده انتصارا جديدا على غزه (الظلاميه) ويثبت صحه نظريه أهل أوسلو- القدماء الجدد- في ضروره استبعاد الحركه الاسلاميه من المشاركه في الحياه السياسيه في فلسطين بعدما فشلوا في إداره قطاع غزه وبعد أن عجزوا عن أزاله النفايات من شوارعها وساحاتها (!!).

أزمه البلديات وتوفير موازناتها التشغيليه أمر خطير وصراخ هذه البلديات لا يزال (يصدح) في سماء فلسطين المنكوبه ببعض أبنائها وسياسييها ..ولا من مجيب، فهل سمع المقر الرئاسي في رام الله بهذا.. وإن لم يسمع فلماذا لم يسمع رغم كل هذا الضجيج الصادر من غزه ؟!.. وإن سمع ولم يتحرك..فالسؤال يطرح نفسه هنا بقوه لماذا مره أخرى..!؟؟، هل لأن بلديه غزه يحكمها مجلس بلدي موالى (للانقلابيين) كما يحب أن يصفهم بذلك بعض أعضاء فريق أوسلو، وهو لحسن الحظ غير ذلك، فالمجلس البلدي تم تعيينه بقرار من الرئيس الراحل أبو عمار ولا يزال على رأس عمله، وتم التجديد له من الرئيس عباس مؤخرا..وحسب المعلومات المؤكده فقد حاول رئيس بلديه غزه د. أبو رمضان الذي يرأس كذلك اتحاد البلديات في الضفه والقطاع من استجلاب الدعم المالى من الخارج ومن الرئيس عباس إلا أن جهوده جميعها باءت بالفشل بعد أن صرفت له ماليه فياض مساعدات أقل ما يقال أنها مخجله..!

خساره على فلسطين أن تخسر أياما وساعات ودقائق جديده من حياتها وهي تموت كل يوم ألف مره أمام كل هذا العبث السياسي (الكرنفالي) الداخلي بين أحزابها وطوائفها المعبوده..

خساره على العرب أن يخسروا فلسطين وهي تتوجع وتئن أمام ناظريهم ولا من مغيث.. فقط لأن السيد الأمريكي أمر بحصار غزه وبلدياتها ومواطنيها فأجاب كل العالم له بنعم.. إلا من رحم ربي.. فقط لأن غزه قالت متردده : "لا".. في وجه الجلاد، خساره على أبناء وطن الاسراء المرابطين أن يحكم عليهم سجانهم أن يرابطوا ليل نهار على أبواب المخابز والبنوك والوزارات الموهومه، فيما تحشد الأمه وعلمائها أكبر كميه من الخطب والعبارات الرنانه تمجيدا لذكرى الاسراء والمعراج ودعوه لأهل الرباط للمزيد من الرباط..ولا رباط.. بعد أن فقدت الأمه وقادتها رباط حيائها وخجلها..!

إن من يحطم فلسطين وكبرياء أبنائها اليوم ستحطمه فلسطين غدا كما فعلت كعادتها.. مع أننا نعلم يقينا أن من يستهدف فلسطين اليوم لن يتردد غدا في المس بمكه وكبريائها.. هذا هو الدرس الأبسط لواقعه الاسراء والمعراج,,ولأن لمكه رب يحميها كما لأهل فلسطين..فلابد من فجر ولو طال ليل هذه الأمه.

عدد المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 01/10/2009

جزاك الله خير

مشكورة اختي بارك الله فيك

تسلمي ياغالية والله منورة